قصة و عبرة

دخل رجل على المأمون الخليفة العبّـاس يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر ، فأغلظ له في القول ، و كان المأمون ذا فقه فقال له : يا هذا ، ارفق فإنّ الله بعث من هو خير منك إلى فرعون و هو شرّ منّـي و أوصاهما : { اذهَبا إِلىٰ فِرعَونَ إِنَّهُ طَغىٰ ﴿٤٣﴾ فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشىٰ ﴿٤٤﴾ }. سورة طه

 

 

 

 

كان الإمام الشافعي رحمه الله يحفظ جيّـدًا ، فقلّ حِفظه عن ما كان عليه ، فذهب إلى شيخه وكيع بن الجراح رحمه الله يشتكي ، فقال الشافعي : 

شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي . . فأرشدني إلى ترك المعاصي

و قال اعلم بأنّ العلم نور . . و نور الله لا يُـؤتى لعاصي
 

ذات يوم جاء بعض النّاس إلى الإمام الشافعي ، و طلبوا منه أن يذكُـر لهم دليلاً على وجود الله عزّ و جلّ. ففكّر لحظة ، ثمّ قال لهم : الدّليل على وجود الله ورقة التّوت ، فتعجّب النّاس و تساءلوا : كيف تكـُونُ ورقة التّوت دليلاً على وجود الله ؟!! فقال الإمام الشافعي : تأكلها الدّودة فتُـخرج حريراً ، و تأكلها النّـحلة فتُـخرج عسلاً ، و تأكلها الشّاة فتُـخرج لبناً ، و تأكلها الغزالة فتُـخرج مِسكاً .. فتبارك الله أحسن الخالقين

 

 

 

 

أوصت أعرابيّة إبنها وهي على فراش الموت : يا بنيّ أوصيك أن تكون لأختك أباً ، و قد أوصيتها أن تكون لك أمّاً ، واعلم أنّها ضيفة نازلة عندك فلا تجعلها تشعر بغضاضتك فتكون لئيماً معها واعلم أن ثوب الرّجولة من نار فلا تضق به ، و أنّ الجسم مهما كبر و تضخّم لا بدّ أن تأكله الدّيدان بعد أن يتحلّل و يتعفّن ، فلا تدّخر جسمك للحشرات و اعلم أنّ كلّ عرق لم يُخرجه جهادٌ في سبيل الله فسيُخرجه الحياء و الخوفُ من الله يوم القيامة .. ثم أسلمت الرّوح

 

 

 

 

 

بينما كان أحد الصّالحين يمشي ذات يوم فوجد رجلاً يشوي لحماً في النّـار ، فبكى الرّجل الصّالح ، فقال له الشّـوّاء : ما يبكيك ؟ هل أنت محتاج إلى اللّـحم ؟ فقال الرّجل الصّالح : لا ، إنّـما أبكي على ابن آدم ، يدخل الحيوان النّـار ميّـتاً و ابن آدم يدخلها حيّـاً

 

 

 

 

كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه معروفاً بالحكمة و الرّفق ، و في يوم دخل عليه أحد أبنائه ، و قال له : يا أبتي ، لماذا تتساهل فى بعض الأمور ؟ فوالله لو أنّـي مكانك ما خشيت في الحقّ أحداً . فقال الخليفة لإبنه : لا تعجل يا بنيّ ، فإنّ الله ذمّ الخمر في القرآن مرّتين و حرّمها في المرّة الثالثة ، و أنا أخاف أن أحمل النّـاس على الحقّ جملة فيدفعوه أي أخاف أن أجبرهم عليه مرّة واحدة فيرفضوه فتكون فتنة . فانصرف الإبن راضياً بعد أن اطمأنّ لحسن سياسة أبيه ، و علم أنّ رفق أبيه ليس عن ضعف و لكنّـه نتيجة حسن فهمه لدينه

 

 

 

 

جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعي ، فسأله : ما الدّليل و البرهان في دين الله ؟ فقال الشافعي : كتاب الله ، فقال الشيخ : و ماذا أيضاً ؟ قال : سنّـة رسول الله ، قال الشيخ : و ماذا أيضاً ؟ قال : إتّـفاق الأمّـة ، قال الشيخ : من أين قلت إتّـفاق الأمّـة ؟ فسكت الشافعي ، فقال له الشيخ : سأمهلك ثلاثة أيّـام . فذهب الإمام الشافعي إلى بيته ، و ظلّ يقرأ و يبحث في الأمر . و بعد ثلاثة أيّـام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي ، فسلّـم و جلس . فقال له الشافعي : قرأتُ القرآن في كلّ يوم و ليلة ثلاث مرّات ، حتّـى هداني الله إلى قوله تعالى : { وَمَن يُشاقِقِ الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدىٰ وَيَتَّبِع غَيرَ سَبيلِ المُؤمِنينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّىٰ وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَساءَت مَصيرًا }. [ النساء 115 ] . فمن خالف ما اتّـفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النّـار، و ساءت مصيراً . فقال الشيخ : صدقت

 







كـان رجـلاً شيخـاً طـاعـناً فـي السـن يشتكي من الألـم و الإجهـاد فـي نهايـة كـل يـوم

سـألـه صديقـه : و مـم هـذا الألــم الذي تشكـو منـه ؟

قـال الشيخ : 

لـدي صقـران يجـب عليّ كـل يـوم أن أروضهمـا

وأرنبــان يـلـزم علي أن أحرسهما من الجـري خـارجــاً

و نسـران عـليّ أن أدربهمــا وأقـويهمــا

وحـيــة عـليّ أن أحـاصــرهــــا

و أســد عـليّ أن أحـفـظـه دائـمـاً مقـيّـداً فـي قـفـصـه

و مـريـض عـلي أن أعـتـني بــه وأخـدمــه

قـال الصديق مستغربـاً : ما هذا كـله ! لا بد أنك تـمزح ، لأنـه حـقـاً لا يمكـن لإنسـان أن يراعـي كـل ذلك وحـده يوميـاً

قـال الرجـل الشيـخ : إنني لا أمـزح و لكـن ما أقـولـه لـك هو الحـقيقـة المـحـزنـــة الـهــــامــــه

إن الصـقران هما (عيناي) وعلي أن أروضهمـا باجتهـاد ونشاط على النظـر للحـــلال وأمنعهمـا عن الحـــرام

و الأرنـبان هما ( قدمـاي) وعلي أن أحـرسهمـا وأحـفـظـهمـا مـن السـير فـي طـريـق الخـطـيـئـــه

و النسـران هما (يـداي) وعلي أن أدربهمـا عـلى العمـل حـتى تمداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما فـي الحــلال ومساعـدة الآخــريـن

والحـية هي (لساني) وعلي أن أحـاصره وألجمـه باستمرار حـتى لا ينطـق بكــلام معـيب مشـين حـــرام

و الأســـد هو (قـلبي) الذي توجـد لـي معـه حــرب مستمـرة وعلي أن أحـفظـه دائماً مقيّـداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمـور مشينة شـريـرة ، لأن بـصـلاحـه صـلاح الجـسـد كـلـــه وبفـسـاده يفـسـد الجـسـد كـلـــه

أمـا الرجـل المـريـض فهـو (جـسدي) كـلـه الذي يحتـاج دائمـاً إلـى يقـظـتي وعنـايتي وانتبـاهـي

إن هـذا العمـل اليـومـي المـتقـن يستنفـد عـافيتي

إن مـن أعـظـم الأمـور أن تـضبط نفـسك فـلا تـدع أي شخـص آخـر محـيـط بـك أن يدفـعك لغـير ما ترغـب أو تـقـتـنـع بـه

لا تـدع أيــاً مـن نزواتـك وضعـفـك وشهواتـك تقهرك وتـتسلط عليـك

لا يوجـد أعـظـم مـما خلقـك الله لأجـلـه وهو أن تكون عبداً له وملكـاً على نفسك





 

مرّ إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهمّ و الحزن ، فقال له : يا هذا ، إنّـي أسالك عن ثلاثة فأجبني ، فقال له الرّجل : نعم . فقال له إبراهيم : أيجري في هذا الكون شيء لا يُـريده الله ؟ فقال : لا

قال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة ؟ قال : لا

قال : أينقص رزقك شيء قدره الله ؟ قال : لا

فقال ابراهيم : فعلام الهمّ ؟؟







دخل لص بيت مالك بن دينار " رحمه الله "
فبحث عن شئ يسرقه فلم يجد ثم نظر فإذا بمالك يصلي
فعندها سلم مالك ونظر إلى اللص فقال :
" جئت تسأل عن متاع الدنيا فلم تجد فهل لك في الآخرة من متاع ؟!
فإستجاب اللص وجلس وهو يتعجب من الرجل !!
... فبدأ مالك يعظ فيه حتى بكى
وذهبا معاً إلى الصلاة ..
وفي المسجد تعجب الناس من أمرهما :
" أكبر عالم مع أكبر لص أيعقل هذا ؟؟!
فسألوا مالكاً فقال لهم :
" جـــــاء ليسرقنـــــــا .. فسرقنـــــا قلبـــــــه !