قضايا العصر
كيف أمكن أن تتصوّر المسلمة أنها تستطيع أن تخالف تعاليم ربّـها و تخون أماناته : فتغشّ و تكذب و تحقد و تغتاب . . و تخرج عارية تعرض فتنتها في الطريق لكّل عين نهمة و جسد شهوان ، و تخلي نفسها من تبعة إقامة المجتمع المسلم ، سواء بالسلوك المستقيم في ذات نفسها ، أو بتربية أبنائها عليه ، أو بالدعوة إلى ذلك المجتمع . . و تشارك بذلك كله في إقامة مجتمـع غير مسلم قائم على الظلم و الإنحراف و المعصية . . ثمّ يـدور في خلدها بعد ذلك أنّ [ النّــيّـة الطّـيّـبة ] في داخل قلبها يمكن أن تسقط عنها تبعاتهـا أمام الله و تسلكها في عداد المسلمات ؟؟!!!
[ كتاب هل نحن مسلمون ــ الدكتور محمد قطب ]
كيف أمكن أن يتصوّر المسلم أنه يستطيع أن يخالف تعاليم ربّـه في كلّ شيء ، و يخون أماناته كلها ، فيغشّ و يكذب و يخون و يخدع ، و يتجاوز المتاع المباح إلى المتعة المحرمة ، و يقبل الذّلّ و المهانة حرصاً على هذا المتاع ، و يخلي نفسه من تبعة إقامة المجتمع المسلم سواء بسلوكه الذاتي أو بالدعوة إلى ذلك المجتمع ، و يشارك بذلك كله في إقامة مجتمع غير مسلم ، قائم على الظلم و الإنحراف و المعصية .. ثمّ يتصوّر بعد ذلك أنّ بضع ركعات في النهار [ مخلصة أو غير مخلصة ] يمكن أن تسقط عنه تبعاته أمام الله و تسلكه في عداد المسلمين ؟؟!!!
[ كتاب هل نحن مسلمون ــ الدكتور محمد قطب ]
إنّ فساد الدّين يقع بالإعتقاد بالباطل أو بالعمل بخلاف الحقّ " فالأوّل البدع ، و الثاني إتّــباع الهوى " ، و هذان هما أصل كلّ شرّ و فتنة و بلاء ، و بهما كُـذّبت الرّسل ، و عُـصي الرّبّ ، و دُخلت النار ، و حلّـت العقوبات .. و لذلك ما ذكر الله الهوى في كتابه إلاّ على سبيل الذّمّ ، و أمر بمخالفته ، و بيّـن أنّ العبد إن لم يتّـبع الحقّ و الهدى إتّــبع هواه
من المصائب التي ابتلينا بها في هذا العصر تسمية الأشياء بغير مسمّـياتها من باب التّــدليس و التّــضليل ، و ترك المصطلحات الشرعيـّــة ، نحو :
غلبة مصطلح " العلمانيـّــين " على المصطلح الشرعي " المنافقين "
غلبة مصطلح " الغربيـّــين " على المصطلح الشرعي " الكفّـار "
" غلبة مصطلح " المستنيرين " على المصطلح الشرعي " المتفلتين
" غلبة مصطلح " حرّيـّــة الفكر " على المصطلح الشرعي " إتّــباع الهوى
غلبة مصلطح " مفكّـر " في أحيان كثيرة على المصطلح الشرعي " مبتدع " أو " ضالّ "
لم يقدر ظالم على ظُــلمه إلاّ بمعونة ضعفاء النّــفوس ، فعندما يهبونه ضعفهم يقوى و يتضخّــم حتّـى يصير طاغية ، فتكون العاقبة عليهم .
قال الله سبحانه و تعالى : { فَاستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطاعوهُ ۚ إِنَّهُم كانوا قَومًا فٰسِقينَ }. [ الزخرف / 54 ]ـ
ما أتفه السّـفهاء الذين ينطقون بلسان عربي و يحملون أسماء عربيّـة و يدّعون أنّـهم منّـا و لكنّـهم علينا .. لأنّـهم لنا كارهون و لعروبتنا و لديننا و إسلامنا يبغضون ، فهم يجاهرون بالكفر ليل نهار ، في كلّ مكان و مقام .. ما هم إلاّ حثالة من العملاء الفجّـار أصابهم السّـعار ، فما يدرون في أيّ واد يهيمون ، و لا إلى أيّ هدف يقصدون ، إلاّ السّـبّ و التّــشهير في كلّ ما هو عربيّ و مسلم .. و هم في نظر جميع الخلائق حتّـى من أسيادهم مجرّد معتوهين ، إذ أنّـهم يبصقون ألفاظاً ما هم لها بمدركين .. ألا لعنة الله على الكافرين و على الزنادقة المنافقين
خرجتُ بيقين جازم و علم حاسم أنّ الجهاد بالنّـفس ضرورة حياتيّـة للمسلم حتّـى يتحرّر من الخوف و يمزق حجاب الوهم و الرعب الذي يغتصب به الطّـواغيت حقوق الأمم و يبتزّون أموالها و ينتهكون حرماتها و يدوسون مقدّساتها و مثلها
و أدركتُ سرّ رعب الطّـواغيت من الحركات الإسلاميّـة الخالصة ، و هلعهم من أبنائها الصّادقين ، و ذلك لأنّـهم يتمرّدون على الدّنيا التي يملكها الطغاة ، و يدوسون المتاع الرّخيص الذي بين أيدي الجبابرة و الذي من خلاله يجمعون القطيع و يسوقونه إلى مذابح شهواتهم قرابين رخيصة ، إنّـها عناصر فريدة لا تباع في سوق النخاسة و لا تذوب في حوامض الجاهليّـة ، فتحافظ على أصالتها و نقائها و مثلها و مبادئها في أيّ جوّ عاشت و مع أيّ قوى التقت
الشيخ عبد الله عزّام رحمه الله
ما أتعس أولئك الذين أبلوا أجسادهم في غير طاعة الله .. و ما أتعس تلك الوجوه العاملة الناصبة التي لم تسجد لله سجدة .. بل ما أتعس الذين كبّـلوا أنفسهم بذلّ المعاصي فأثقلتهم في الدّنيا قبل الآخرة
إنّ السياسة حين ترتبط بالدِّين تعني : العدل في الرّعيّـة ، و القسمة بالسّـويّـة ، و انتصار المظلوم على الظالم ، و أخذ الضّعيف حقّـه من القويّ ، و إتاحة فرص متكافئة للنّـاس ، و رعاية الفئات المسحوقة من المجتمع ، و رعاية الحقوق الأساسيّـة للإنسان بصفة عامّـة
و الذي يعنينا من الديمقراطية هو الجانب السياسي منها ، و جوهره : أن تختار الشعوب ...من يحكمها و يقود مسيرتها ، و لا يفرض عليها حاكم يقودها رغم أنفها . و هو ما قرّره الإسلام عن طريق الأمر بالشورى و البيعة ، و ذمّ الفراعنة و الجبابرة ، و اختيار القويّ الأمين ، الحفيظ العليم ، و الأمر باتّـباع السواد الأعظم ، و أنّ يد الله مع الجماعة ، و قول الرّسول صلّـى الله عليه و سلّـم لأبي بكر و عمر : " لو اتفقتما على رأي ما خالفتكما " ، إذ سيكون صوتان أمام واحد